responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 353
فكمالات الحق تبارك وتعالى فوق هذا، ولكن أريد أن ألخص لك رأى الإسلام الموجز الحق، الذى يشبع الروح، ويطمئن القلب فيما يجب على المسلم أن يعتقده فى ذات الخالق جل وعلا وصفاته، مستغنيا بالقليل عن الكثير، فاعلم أن الإسلام قد أجمل ذلك فيما يأتى:

[ما يجب على المسلم أن يعتقده فى ذات الله]
أولا: عدم التعرض للحقيقية والماهية من حيث هما، مع التنبيه على المخالفة التامة بين ماهية الإله وماهية الخلق، يقول القرآن الكريم: ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102) لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ [الأنعام: 102، 103]، وهو بذلك يشير إلى الكف عن التعرض للماهية [1].
ويقول أيضا: فاطِرُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً وَمِنَ الْأَنْعامِ أَزْواجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشور: 11] وهو بذلك يشير إلى المخالفة التامة بين الخالق والمخلوقات جميعا. وفى الحديث: «تفكروا فى آلاء الله ولا تفكروا فى الله» [2].

[1] أى عدم البحث فى ذات الخالق، إنما يتفكر فى خلقه ويبحث فى أسمائه وصفاته. ومما نسبب إلى على رضى الله عنه قوله: العجز عن درك الإدراك إدراك، والبحث عن كنه ذات الله إشراك.
[2] [قال الإمام البنا فى تخريجه:] الحديث ورد بألفاظ يتفق معناها. قال الحافظ العراقى فى تخريج أحاديث الإحياء: رواه أبو نعيم فى الحلية بالمرفوع منه بإسناد ضعيف، ورواه الأصبهانى فى (الترغيب والترهيب) من وجه آخر أصح منه. ورواه الطبرانى فى الأوسط والبيهقى فى الشعب من حديث ابن عمر. وقال: هذا إسناد فيه نظر. قلت: فيه الوازع بن نافع متروك اه. زاد الترمذى فى الشرح قلت: رواه ابن الدنيا فى كتاب (التفكر) وأبو الشيخ فى (العظمة)، والطبرانى فى الأوسط وابن عدى وابن مردويه والبيهقى وضعفه والأصبهانى وأبو نصر فى (الإبانة) وقال: غريب ورواه أبو الشيخ من حديث ابن عباس: «تفكروا فى الخلق ولا تفكروا فى الخالق فإنكم لن تقدروا قدره». ورواه ابن النجار والرافعى من حديث أبى هريرة:
«تفكروا فى خلق الله ولا تفكروا فى الله» الخ. وتعدد الروايات واجتماعها يكسبها قوة. والمعنى صحيح كما قال الحافظ السخاوى فى المقاصد اه. نقلا عن تعليق صاحب المنار على رسالة التوحيد. (البنا) انظر: رسالة التوحيد ص 44. طبعة دار الشعب سنة 1969 م. وانظر فى تخريج الحديث: الإحياء بتخريج الحافظ العراقى (4/ 450) وفيض القدير للمناوى (3/ 321) وكشف الخفاء للعجلونى (1/ 271، 272). والحديث حسنه الشيخ الألبانى فى «صحيح الجامع الصغير» (2975) وفى السلسلة الصحيحة (1788).
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 353
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست